تفسير الحلم بالصلاة للعلامة ابن سيرين:-
الصلاة في المنام محمودة في الدنيا والدين , ويدرك صاحبها الولاية ويقضى دينه , او يؤدي امانة , فمن يقيم فريضة من الفرائض يرزق الحج ويجنب الفواحش , وصلاة السنة تشير الى طهارة صاحبها وصبر ذلك الرجل على المكاره , وصلاة التطوع تزيل الهم وتكمل المروءة .ومن رأى انه يصلي في يوم صحو فريضة الظهر فسيورث العز , وان كان يصلي العصر فسيبقى القليل من عمله , وان صلى الظهر في ميعاد العصر فسوف يقضي ما عليه من دين .ومن رأى انه قد انقطعت عليه احدى الصلاتين فسوف يقضي نصف ما عليه من دين ,وان صلى المغرب فسيؤدي امور عياله , وان صلى العشاء فسوف يفرح قلوب عياله ويهديء نفوسهم , وان صلى الفجر فسيصلح معاشة ومعاش عياله , ومن صلى العشاء او العصر او الظهر ركعتين فسوف يسافر .
وان امرأة رأت ذلك فسوف تحيض في نفس اليوم , ومن رأى في المنام ان اماما صلى بالناس وهم راكبون فسوف ينتصروا اذا كانوا في حرب , ومن صلى في حديقة فهو يستغفر الله , ومن صلى في ارض خضراء مزروعة فسيقضي الله ما عليه من دين , ومن صلى في جماعة صفوفها مستوية فهم كثيروا التسبيح , والسجدة تعني النصر والتوبة من الذنوب , وطول العمر ونجاته من الاخطار .ومن رأى انه سجد لله على جبل فسينتصر على رجل منيع , ومن رأى ان يصلي ولم يركع حتى انتهى وقت الصلاة فهو مانع للزكاة ولا يؤديها , ومن جلس ليتشهد فسوف يفرج الله همه وتقضى حاجته , ومن سلم واتم صلاته فسيخرج من همومه , وان سلم على يمينه بدون يساره صلحت بعض اموره , ومن صلى نحو الكعبة فسيستقيم دينه , ومن صلى الى غير القبله وهو يلبس ملابس بيضاء اللون ويقرأ القرآن فسيرزق الحج ,ومن رأى نفسه اماما في المنام وام الناس فسينال ولاية شريفه ويطاع , وان امهم الى القبلة في صف كامل فسينال الولاية .
ومن رأى انه صلى بالرجال والنساء معا فسوف يتولى القضاء ان كان اهلا لذلك او تولى الاصلاح بين الناس , من اتم الصلاة بالناس كملت ولايته , ومن صلى صلاة نافلة بالناس دخل في ضمان لا يضره , وان جعله قومه اماما فسوف يرث ميراثا .
ومن رأى انه صلى بالناس فوق سطح فسوف يحسن الى اناس ويناله من ذلك صيت حسن , ومن دعى دعاءا معروفا فسيصلي فريضة , ومن صلى ودعا لنفسه بشكل خاص فسوف يرزق صبيا , ومن دعى ربه في ظلمة فسينجو من الغم .
ومن رأى انه استغفر الله في المنام سيرزق الولد والحلال , ومن قال سبحان الله فسوف يفرج الله همومه من حيث لا يحتسب , ومن صلى ثم قال لا اله الا الله جاءه الفرج من الغم وختم الله له بالشهادة , ومن كبر الله بعد الصلاة تحققت امانيه وظفر باعداءه , ومن حمد الله بعد الصلاة حصل على الهدى والنور في دينه او رزق ولدا , ومن شكر الله بعد الصلاة فسوف يزداد نعمة وقوة .
ومن رأى انه صلى الجمعة نال يسرا بعد عسر , ومن اتم الصلاة وقضاها جاءه من الله رزقا واسعا وفضلا , ومن حفظ الصلاة فسوف ينال عز وكرامة , ومن صلى وخرج من الجامع فسوف يظفر بالرزق والخير .
وقال ابن سيرين كذلك في شر الصلاة :
من رأى انه صلى جالسا بغير عذر فسوف لا يقبل عمله , ومن صلى على احد جنبيه سيمرض , ومن صلى وهو راكب فوف يصيبه خوف شديد , ومن صلى في مسلخ حمام فسوف يرتكب معصية او يلوط غلام , ومن اراد ان يصلي صلاة مفروضة فاتته ولم يجد مكان سيتعذر عليه تحقيق ما تمنى , ومن اضاع صلاة فريضة فهو مستخف ببعض الشرائع .ومن رأى انه سجد لغير الله فسوف لا تقضى حوائجه وسيخسر ان كان محاربا او تاجرا , ومن أكل العسل وهو يصلي فسوف يأتي امرأته وهو صائم , ومن اتم صلاته وسلم عن يساره دون يمينه فسيتشوش عليه بعض احواله .
ومن صلى نحو المغرب اشار ذلك على جرأته على المعاصي وردائة مذهبه , ومن صلى نحو المشرق اشار ذلك الى ابتداعة وانشغاله بالباطل , ومن صلى وظهرة للقبلة اشار ذلك الى نبذه للاسلام وارتكاب بعض الكبائر , ومن لم يهتدي الى القبلة فقد احتار امره , ومن رأى انه زاد او نقص او تغير في صلاته شيء فسوف يظلم في ولايته ويفتقر وينكبه اللصوص .
وان صلى واقفا والمصلين قعود فسوف لا يقصر في حقوقهم وهم يقصرون في حقه , او سوف يتعهد اناس مرضى , ومن صلى اماما باناس قيام وهو قاعد فسيقصر في امر يتولاه , فان صلى في اناس بعضهم قيام وبعضهم قعود فسوف يتولى امر الاغنياء والفقراء , من صلى بالناس جالسا وهم جلوس فسيصيبهم الفقر او الغرق او سرقة ثيابهم , ومن صلى بالنساء فسيتولى امور اناس ضعاف , ومن ام بالناس مضطجعا او على جنبه ويلبس ثياب بيضاء وينكر موضعة ولا يكبر ولا يقرأ في صلاته فسوف يموت ويصلي عليه الناس .
وان امرأة رأت انها تؤم الرجال فسوف تموت , ومن رأى ان الوالي يؤم الناس فسوف يعزل , ومن انقطعت صلاته عليه فقد انقطعت ولايته ولم ينفذ كلامه ولا احكامه , ومن صلى بمفردة والناس فرادى فهم من الخوارج , ومن صلى بالناس ولم يحسن القراءه فهو يطلب شيئا ولا يجده .
ومن رأى انه يصلي صلاة فيها دعاء بدون اسم الله فصلاته رياء , ومن اتم صلاته واستغفر الله وهو متجه الى القبلة فسيعمل ذنبا يؤدي الى موته , وان توقف عن الاستغفار اشار ذلك الى نفاقه , واذا قيل لامرأة استغفري لذنبك فهي متهمه بذنب , ومن صلى ونسي ان يسبح فسوف يصيبه الغم , ومن رأى ان الناس قد صلوا الجمعة في المسجد وهو يسمع التكبير والسجود والركوع والتشهد ولم يذهب الى المسجد واعتقد ان الناس قد رجعوا من الصلاة فسوف يعزل والي تلك البلدة .
وهناك تفاسير وتأويلات اخرى للصلاة واركانها نسرد منها ما يلي :-
قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: الأصل في رؤيا الصلاة في المنام إنها محمودة ديناً ودنيا وتدل على إدراك ولاية ونيل رسالة أو قضاء دين أو أداء أمانة أو إقامة فريضة من فرائض الله تعالى، ثم هي على ثلاثة أضرب فريضة وسنة وتطوع فالفريضة منها تدل على ما قلنا وأن صاحبها يرزق الحج ويجتلب الفواحش لقوله تعالى ” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر “.
والسنة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره وظهور اسم حسن له لقوله تعالى ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة “. وشفقة على خلق الله تعالى وعلى أنه يكرم عياله، ومن تحت يده ويحسن إليهم فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة ويسعى في أمور أصدقائه فيورثه ذلك عزاً، والتطوع يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم.
وإن رأى أنه يصلي العصر، فإنه يدل على أن العمل الذي هو فيه لم يبق منه إلا أقله.
وإن رأى أنه يصلي الظهر في وقت العصر، فإنه يقضي دينه.
وإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه، فإنه يقضي نصف الدين أو نصف المهر لقوله تعالى ” فنصف ما فرضتم “.
وإن رأى كأنه يصلي فريضة المغرب، فإنه يقوم بما يلزمه من أمر عياله.
وإن رأى أنه يصلي العشاء، فإنه يعامل عياله بما يفرح به قلوبهم وتسكن إليه نفوسهم.
وإن رأى كأنه يصلي فريضة الفجر، فإنه يبتدئ أمراً يرجع إلى إصلاح معاشه ومعاش عياله.
وإن رأى كأنه يصلي الظهر أو العصر أو العتمة ركعتين، فإنه يسافر.
وإن رأت مثلها إمرأة حاضت من يومها.
وإن رأى كأنه يصلي قاعداً من غير عذر لم يقبل عمله.
وإن رأى كأنه يصلي على جنبه مرض.
وإن رأى كأنه يصلي راكباً أصابه خوف شديد.
وإن رأى كأن الإمام يصلي بالناس وهو راكب وهم ركبان، فإن كانوا في حرب رزقوا الظفر.
وإن رأى كأنه يصلي في بستان، فإنه يستغفر الله.
وإن رأى كأنه صلى في أرض مزروعة قضى الله دينه منها.
وإن رأى كأنه يصلي في مسلخ حمام دل ذلك على فساد يرتكبه، وقيل إنه يلوط بغلام.
وإن رأى كأن صلاة مفروضة فاتته ولا يجد موضعاً يقضيها فيه تعذر عليه نيل ما يطلبه.
وإن رأى كأنه يصلي في جماعة مستوية الصفوف، فإنهم يكثرون التسبيح والتهليل لقوله تعالى ” وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون “.
وإن رأى كأنه ترك صلاة فريضة، فإنه يستخف ببعض الشرائع.
والسجدة في المنام دليل الظفر ودليل التوبة من ذنب هو فيه ودليل الفوز بمال ودليل طول الحياة ودليل النجاة من الأخطار.
وإن رأى كأنه سجد لله تعالى على جبل، فإنه يظفر برجل منيع.
وإن رأى أنه سجد لغير الله تعالى لم تقض حاجته وقهر إن كان في حرب وخسر إن كان تاجراً.
وإن رأى كأنه قائم في الصلاة فلم يركع حتى ذهب وقتها، فإنه يمنع الزكاة المفروضة فلا يؤديها.
وإن رأى كأنه يصلي فيأكل العسل، فإنه يأتي إمرأته وهو صائم.
وإن رأى كأنه قاعد يتشهد فرج عنه همه وقضيت حاجته.
وإن رأى كأنه سلم وخرج من صلاته على تمامها، فإنه يخرج من همومه، فإن سلم عن يمينه دون يساره صلح بعض أموره، فإن سلم عن يساره دون يمينه، فإنه يتشوش عليه بعض أحواله.
وإن رأى أنه يصلي نحو الكعبة دل على استقامة دينه، فإن صلى نحو المغرب دل على رداءة مذهبه وجراءته على المعاصي لأنه قبلة اليهود وهم اجترؤوا على صيد الحيتان يوم سبتهم، فإن صلى نحو المشرق دل على ابتداعه واشتغاله بالباطل لأنه قبلة النصارى، فإن صلى وظهره للقبلة في الصلاة دل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر.
وإن رأى أنه لا يهتدي إلى القبلة، فإنه متحير في أمره، فإن صلى إلى غير القبلة إلا أن عليه ثياباً بيضاً وهو يقرأ القرآن كما يجب رزق الحج، لقوله تعالى ” فأينما تولوا فثم وجه الله “.
وإن رأى من ليس بإمام في اليقظة كأنه يؤم الناس في الصلاة كان للولاية أهلاً نال ولاية شريفة وصار مطاعاً، فإن أم بهم إلى القبلة وصلى به صفة تاما عدل في ولايته.
وإن رأى في صلاتهم نقصاناً أو زيادة أو تغيراً جار في ولايته وأصابه فقر ونكبة من جهة اللصوص، فإن صلى بهم قائماً وهم جلوس، فإنه لا يقصر في حقوقهم ويقصرون في حقه أو تدل رؤياه أنه يتعهد قوماً مرضى، فإن صلى بقوم قاعداً وهم قيام، فإنه يقصر في أمر يتولاه، فإن صلى بقوم قيام وقوم قعود، فإنه يلي أمر الأغنياء وأمر الفقراء، فإن صلى بهم قاعداً وهم قعود، فإنهم يبتلون بغرق أو سرقة ثياب أو افتقار.
وإن رأى أنه يصلي بالنساء، فإنه يلي أمور قوم ضعاف، فإن أم بالناس على جنبه أو مضطجعاً وعليه ثياب بياض وينكر موضعه ذلك ولا يقرأ في صلاته ولا يكبر، فإنه يموت ويصلي الناس عليه، وكذلك إن رأت إمرأة كأنها تؤم بالرجال ماتت لأن المرأة لا تقدم الرجال إلا في الموت.
وإن رأى الوالي أنه يؤم بالناس عزل، ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس إن كان أهلاً لذلك وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس.
ومن رأى أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته، فإن انقطعت عليه الصلاة انقطعت ولايته ولم تنفذ أحكامه ولا كلامه، فإن صلى وحده والقوم يصلون فرادى، فإنهم خوارج، فإن صلى بالناس صلاة نافلة دخل في ضمان لا يضره، فإن كان القوم جعلوه إماماً، فإنه يرث ميراثاً لقوله تعالى ” ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين “.
وإن رأى كأنه أم بالناس ولا يحسن أن يقرأ، فإنه يطلب شيئاً لا يجده.
وإن رأى أنه صلى بقوم فوق سطح، فإنه يحسن إلى أقوام يكون له بذلك صيت حسن من جهة فرض أو صدقة.
وإن رأى أنه يدعو دعاء معروفاً، فإنه يصلي فريضة، فإن دعا دعاء ليس فيه اسم الله، فإنه يصلي صلاة رياء.
وإن رأى كأنه يدعو لنفسه خاصية رزق ولداً لقوله تعالى ” إذ نادى ربه نداء خفياً “. فإن كان يدعو ربه في ظلمة ينجو من غم لقوله تعالى ” فنادى في الظلمات “. وحسن الدعاء دليل على حسن الدين والقنوت دليل على الطاعة وكثرة ذكر الله تعالى دليل على النصر لقوله تعالى ” وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا “.
ومن رأى كأنه يستغفر الله تعالى رزق حلالاً وولداً لقوله تعالى ” استغفروا ربكم إنه كان غفاراً “.
وإن رأى كأنه فرغ من الصلاة واستغفر الله تعالى ووجهه إلى القبلة، فإنه يستجاب دعاؤه، وإن كان وجهه إلى غير القبلة، فإنه يذنب ذنباً ويموت منه، فإن سكت عن الإستغفار دل على نفاقه لقوله تعالى ” وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله “.
وإن رأت إمرأة كأنه يقال لها استغفري لذنبك، فإنها تتهم بذنب وفاحشة لقصة زليخا.
وإن رأى أنه يقول سبحان الله فرج عنه همومه من حيث لا يحتسب.
وإن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه حبس أو غم لقوله تعالى ” فلولا أنه كان من المسبحين “.
وإن رأى كأنه قال لا إله إلا الله، أتاه الفرج من غم هو فيه وختم له بالشهادة.
وإن رأى كأنه يكبر الله، أتى مناه ورزق الظفر بمن عاداه.
وإن رأى كأنه يحمد الله، نال نوراً وهدى في دينه.
ومن رأى كأنه يشكر الله تعالى نال قوة وزيادة نعمة، وإن كان صاحب هذه الرؤيا والياً ولي بلدة عامرة لقوله تعالى ” واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور “. وقيل من رأى كأنه يحمد الله رزق ولداً لقوله تعالى ” الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل “.
ومن رأى كأنه صلى يوم الجمعة، فإنه يسافر سفراً ممتنعاً ينال خيراً وبراً ورزقاً وفضلاً.
ومن رأى كأنه صلى صلاة الجمعة يوم الجمعة اجتمعت له أموره المتفرقة وأصاب بعد العسر.
ومن رأى كأنه فرغ من الصلاة وقضاها نال من الله فضلاً ورزقاً واسعاً.
وإن رأى أن الناس يصلون الجمعة في الجامع وهو في بيته أو حانوته أو قرية يسمع التكبير والركوع والسجود والتشهد والتسليم ويظن أن الناس قد رجعوا من الصلاة، فإن والي تلك الكورة يعزل.
وإن رأى كأنه يحفظ الصلاة، فإنه ينال كرامة وعزاً لقوله تعالى ” الذين هم على صلاتهم يحافظون “.
وإن رأى أنه صلى وخرج من المسجد، فإنه ينال خيراً ورزقاً لقوله تعالى ” فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون “.
هذا والله تعالى اعلى واعلم بما يريد لعباده